الطفلة التي تحولت إلى دمية

هتصدقني لو قولتلك إن الطفلة الجميلة البريئة اللي في الصورة دي هي نفسها الدُمية اللي في الصورة التانية؟!

سنة 2002 الطفلة "أولجا" خرجت من البيت عشان تزور جدتها بنفس اللبس اللي في الصورة دي ومرجعتش، أهلها فضلوا يدوروا عليها بمساعدة الشرطة لحد ما لقوها ميتة على سطح عمارة جمبهم والتحقيقات اكتشفت إنها اتقتلت من شاب مدمن مخدرات شافها وهي خارجة من البيت خطفها وخد الفلوس اللي معاها ولما حاولت تصرخ ضربها بماسورة حديد وماتت!

أهلها طبعا فضلوا زعلانين عليها وكل فترة كانوا بيزوروا قبرها ومرت السنين وخلفوا ولد صغير وبدأوا ينسوا حزنهم على بنتهم اللي ماتت لكنهم فضلوا مستمرين في زيارة قبرها!

لكن.. مكنوش يعرفوا إنهم طول السنين دي كلها بيزوروا تربة فاضية!!

جثة البنت خرجت من التربة بعد سنة من دفنها.. إزاي؟!!

سنة 2003 شخص اسمه "اناتولي ماسكفين" سرق جثتها من القبر، طب ليه؟!

هتستغرب جدا لما تعرف إن الراجل دا كان عبقري، معدل ذكاءه عالي جدا، بيتكلم 13 لغة مختلفة، عمره ما اتجوز ولا بيدخن، كاتب وصحفي ومتخصص في تاريخ المقابر، وكان معروف بإنه شخص ذو مكانة محترمة يعني، طب إيه اللي يخليه يعمل كدا؟

أحيانا العبقرية الزائدة بتتحول لجنون رسمي فهمي نظمي، دا اللي حصل بالظبط، الراجل ده كان بيعشق حاجة اسمها مقابر، كان وهو صغير لما يحب يلعب ويتدلع يروح المقابر، كان مهتم جدا بدراسة تاريخ المقابر وكتب شوية كتب عنها فعلا، كان بيحاول يتواصل مع أرواح الموتى بإنه ينام معاهم في القبر!

الراجل ده زي ما قولنا مكنش متجوز ولا بيفكر يتجوز، بس كان بيحب البنات الصغيرة وكان طلب من الحكومة إنهم يوافقوا على إنه يتبنى طفلة صغيرة لكنهم رفضوا لإنه مش متجوز أصلا، فبدأ يروح للمقابر اللي مدفون فيها بنات صغيرة ويتكلم معاهم ويعتبرهم بناته، وكانت البنات بتشتكي له وتترجاه ياخدهم معاه وإنه أهلهم سابوهم هنا في الضلمة دي، طبعا الكلام ده على حد تعبيره هو، هو كان بيتخيل كدا!

لدرجة إنه كان بيكتب رسايل على شاهد القبر فيها تعنيف وتوبيخ لأهل الفتاة إنهم إزاي ينسوا بناتهم كدا، كتب في مرة لأبو "أولجا" إنه يشتري شاهد قبر جديد للطفلة بدل اللي موجود دا، وبالفعل الأب من غير ما يعرف مين اللي كاتب الرسالة دي بس قال ماشي واشترى فعلا واحد جديد والظاهر إنه معجبش "اناتولي" المجنون فقرر يكسره حتت، وقرر كمان إنه هو اللي هيهتهم بالبنت دي ويسرق جثتها عشان يرعاها بنفسه!

الحقيقة دي مكنتش أول مرة، الراجل كان بيسرق جثث البنات من سن 3-15 سنة، ولإنه مكنش يقدر يحتفظ بالجثث دي على هيئتها كده في البيت طبعا فجاتله فكرة إنه يحول الجثث دي لعبة!..

ولإنه راجل فاهم في التاريخ وقاريه كويس، كان عرف طريقة تحنيط الجثث أيام المصريين القدماء، كان يجيب الجثة يحط عليها ملح وبعدين يحطها في الصودا ويسيبها تنشف لحد ما تتحول لمومياء أو لعبة وبعدين يبدأ يلبسها لبس الدُمية بالظبط، وهسيبلكم صور أطفال لعبة في الكومنتات هي في الأصل جثث!

اناتولي ماسكفين

الأغرب بقى إن الراجل العجيب صدّق كدبته، يعني بدأ يتعامل مع الجثث على. إنهم أطفال عايشة فعلا لدرجة إنه كان بيتكلم معاهم ويتفرج معاهم على التليفزيون ويجبلهم هدايا ولبس وبيتعامل معاهم عادي جدا!

لحد ما انكشف أمره سنة 2011 قفشوه وهو بيسرق جثة طفلة برضه واتقبض عليه وبعد ما فتشوا أوضة نومه لقوا حوالي 30 جثة!!.. وكان كاتب أسماءهم وتواريخ ميلادهم وكل تفاصيلهم في كتاب.

الشرطة تواصلت مع أهل "أولجا" وباقي الأهالي وبلغوهم إنهم هينزلوا يفتشوا القبور بتاع أطفالهم عشان يتأكدوا، وبالفعل لقوا التربة فاضية!

لما جُم يحاكموه مكنش ندمان خالص ع اللي عمله ده بالعكس دا اتهم أهالي الأطفال دول وقالهم إنتو اللي اتخليتوا عن ولادكم وسبتوهم وأنا خدتهم وأهتميت بيهم، وقال كمان إنه كان بيحول البنات لألعاب لإنه كان متأكد إنه في يوم من الأيام العلم والتقدم هيقدر إنه يرجعهم تاني أحياء!

خد بقى أغرب حاجة في القصة اللي كلها غرابة دي، القاضي اعتبر الراجل ده مجنون ورفض محاكمته وأمر بإنه يقعد في مستشفى المجانين وما زال فيها لحد انهارده ولم تتم محاكمته!